صوّت مجلس الفضاء السيبراني لصالح رفع قيود الوصول إلى "واتساب" و"غوغل"، بينما أبقى الحظر ساريا على "تليغرام" و"إنستغرام" و"إكس".
وكانت وكالات أنباء محلية قد نشرت سابقًا جدول أعمال الاجتماع، بما في ذلك تشديد العقوبات على "التجاوز على السيادة" وتوسيع “الإنترنت الخاص بالفئات".
وبحسب وكالة "إرنا"، فقد ناقش مجلس الفضاء السيبراني في اجتماعه يوم الثلاثاء 24 ديسمبر تعزيز دعم المنصات المحلية.
واستعراض جدول الأعمال يظهر أن رفع الحظر عن هاتين المنصتين لم يكن إلا جزءًا صغيرًا من جدول الاجتماع.
ومن بين القضايا المطروحة، تشديد العقوبات القضائية على استخدام تطبيقات تجاوز الحظر (المعروفة في مصطلحات المجلس بـ"أدوات كسر التصفية" و"أدوات تجاوز السيادة")، ومحاولات تحديد عناوين (IP) للمستخدمين، وفرض ضرائب على النشطاء على المنصات الأجنبية.
كذلك، تناولت الجلسة مشروع إنشاء نسخة محلية من "تليغرام" (مشابهة لتطبيق "تليغرام الذهبي" الذي استُخدم سابقًا للتجسس على المستخدمين من قبل الأجهزة الأمنية)، وزيادة الحصرية للمنصات المحلية، لكن لم تنشر وسائل الإعلام تقارير عن قرارات تلك البنود.
وفي ختام الاجتماع، الذي حضره رؤساء السلطات الثلاث، كتب ستار هاشمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبر حسابه على منصة "إكس": "اليوم، اتخذنا الخطوة الأولى نحو رفع القيود عن الإنترنت بروح من التفاهم والوحدة… هذه المسيرة مستمرة".
تجدر الإشارة إلى أن تطبيق "واتساب" حُظر في عام 2014 أثناء رئاسة حسن روحاني. وبعد فرض القيود، وعدت السلطات بإنشاء بدائل محلية، لكن تلك المنصات لم تحظَ بقبول شعبي رغم مرور قرابة 10 سنوات.
جدول أعمال المجلس الأعلى للفضاء السيبراني
ووفقًا لوكالة "مهر" للأنباء التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، كان الاجتماع يتضمن مناقشة خطة من أربع مراحل، كان رفع الحظر عن "واتساب" و"غوغل بلاي" جزءًا منها.
• المرحلة الأولى: تضمنت تخصيص بنية تحتية لمنصات محلية محددة لمدة ثلاثة أشهر، والموافقة على حزمة دعم إعلاني بقيمة 50 مليار تومان، ورفع الحظر عن "واتساب" و"غوغل بلاي".
• المرحلة الثانية: شملت تقديم "يوتيوب" عبر "بوابات خاضعة للسيادة"، والموافقة على قانون مكافحة الأخبار الكاذبة، وحظر استخدام المنصات الأجنبية في الأجهزة الرسمية، ومراجعة التعامل مع "المحتوى الإجرامي" على المنصات المحلية والدولية، والتفاوض مع المنصات الأجنبية.
• المرحلة الثالثة: تضمنت تقديم خدمات جديدة لتجاوز العقوبات، وتطبيق خطة "أمن الأسرة" في الفضاء السيبراني، وإعادة فتح "تليغرام" بعد مفاوضات بشرط قبول الشروط المصادق عليها، أو تقديم "تليغرام" عبر منصات محلية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.
• المرحلة الرابعة: تضمنت تعزيز القدرات الفنية لمواجهة أدوات "كسر التصفية"، وتشديد العقوبات على أدوات تجاوز السيادة غير المصرح بها، وتجريم بيع هذه الأدوات، والنظر في مشروع قانون عاجل بشأن هذا الموضوع، وتنظيم "إنترنت الفئات"، وتقديم أدوات تصفية قانونية، وتشديد العقوبات القضائية على انتهاكات المستخدمين في المنصات الأجنبية غير المصرح بها.
اهتمام الإصلاحيين بتحديد هوية المستخدمين
يُعد أحد أسباب معارضة مسعود پزشكيان ومؤيديه الإصلاحيين لتطبيقات تجاوز الحظر (التي تُسمى "أدوات كسر التصفية" و"أدوات تجاوز السيادة") هو عدم قدرة النظام الإيراني على تعقب أنشطة المستخدمين.
وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2025، انتقد بزشكيان انتشار أدوات تجاوز الحظر، مؤكدًا أنها تعوق مراقبة المستخدمين والسيطرة عليهم.
تأسس مجلس الفضاء السيبراني عام 2011 بأمر من خامنئي، وهو من أبرز الهيئات المسؤولة عن فرض القيود على الإنترنت في إيران. وفي عام 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على هذا المجلس بسبب دوره في القمع والرقابة.
ويتكون المجلس من 28 عضوًا يُعينهم خامنئي مباشرة بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن بين الأعضاء: رئيس السلطة القضائية، ورئيس منظمة الدعاية الإسلامية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وقائد الحرس الثوري، وقائد قوات الأمن الداخلي، وجميعهم يعينهم خامنئي.